السلام عليكم ورحمة الله.. سؤالي جزاكم الله خيرا ان زوجي مدمن للافلام الاباحيه منذقبل زواجناب7سنوات.
لاكنه لم يترك مشاهدتهابعد الزواج واجهته كثيرا بالنصح لاكن لافائده فهوه يشاهدها ليتسلى ويمارس العادة السريه.
على الرغم من اني لم اقصر في حقه بدا يتهاون في الصلاة اعطيته اشرطة في الصلاة لاكنه يكره سماع الاشرطة والكتيبات ترك مشاهدتا في الاجازة الصيفية لوجوده في منزل اهلةولاكن بعد عودتنا اخبرني بانه تاب ولن يعود اليها ابد.
فقلت له بان يخرج الاقنوات الاباحية من المنزل ليستطع متابعة توبته لاكنه رفض بحجة ان وجودها امامه في المنزل يساعده على ان يصارع نفسه وهواها فاكتشفته بعد عودتنا من السفر بيومين انه يشاهدها
لم اخبره باني اكتشفته لاكنني افكر في هجره في الفراش فما نصيحتكم لاني اخشى ان يعود لماضية من حيث الفتيات (مكالمتهم,الخروج معهم)لانه عاش بعيد عن اهله وفي سكن لوحده
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
وبعد أختي الفاضلة نور محمد نور الله قلبك بالطاعات وحفظك الله ورعاك، وزادك حرصا على سلامة زوجك من مما ابتلي به من مشاهدة الأفلام الإباحية؛ واعلمي أن مهمتك عظيمة في إعانته على التوبة مما تلبس به، وأنت مأجورة بإذن الله في حمله على التخلص من هذه الآفة.
وهذا يتطلب منك صبرا وتحملا، واستعانة بالله سبحانه وتعالى لينقي قلبه من التعلق بهذه الأفلام. ولا تيأسي من فرص إصلاحه، واتخذي كل سبل الإقناع والإغراء له، واستمري في تذكيره بالله تعالىز
ووجوب مراقبته؛ فكما يستحيي من فعل ما يفعل أمام الملأ وفي بيت أهله؛ فعليه أن يستحيي من الله سبحانه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؛ فالله يسألنا عن الجوارح وما اقترفت: "ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولًا ".
ثم إن سلامة الجوارح من بصر وسمع ويد ورجل وبقية الأعضاء نعم من الله لا بد من حفظها واستثمارها فيما أراد خالقها ورازقها؛ فليتذكر عظم فضل الله عليه أن سواه وأحسن خلقه، وليصارع هوى نفسه بلزوم الطاعات والحفاظ عليها، وتجنب مواطن الشبه، وليبحث عن الرفقة الصالحة من الأصدقاء الذين يذكرونه بالله تعالى إذا غفل أو ضعف..
واعلمي أن المطلوب من المسلم صيانة جوارحه من المعاصي؛ واسألي الله له ولك التثبيت على الطاعة، ومن مأثور الدعاء الذي يجمل بكما تكراره: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" و" يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".
وذكريه بأن أيامنا في هذه الحياة معدودة، وأن لكل أجل كتاب؛ قال الله تعالى: "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون". وليحضر نفسه للقاء ربه غير مقترف لمعصية، وعليه التزام الطاعة والبعد عن المعصية ومقدماتها، وذكريه بخطورة الأمراض النفسية والسلوكية فضلا عن الدينية التي تسببها مشاهدة الأفلام الإباحية.
وادفعيه ليحفظ وقته في عمل الخير والبحث عن أعمال وهوايات نافعة توافقه يصرف فيها وقته، ويستمتع بها في دنياه ويجد ذخرها في آخرته، ولا تغفلي عن ستره، وعدم إفشاء سره، ونبهيه على أن حرصك عليه وحبك له يمثلان هاجسا مؤرقا لك، وأنك في جنبه ليقلع ويتقي الله في نفسه وفيك.
ولا بأس من البحث عن موضوعات في حفظ الجوراح ومسؤولية المرء عن جوارحه، وتقوى الله في السر والعلانية الذي هو سبيل الحفظ والسلامة من الآفات؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".
أما مسألة هجره في الفراش فالعكس هو المطلوب، وتفنني في إغرائه والتجمل له، واعرضي نفسك عليه، وخاطبيه بالكلام اللين الذي يمل قلبه عليك، ولا بأس بمناقشته برفق في الدواعي التي تجعله يشاهد ويفعل ما ذكرت، ويمكنك عرض هذه الاستشارة عليه رغم أنها كتبت على عجل بسبب ظروف السفر. وأسألك الدعاء الصالح بالعصمة من الذنوب.
والله الموفق.
الكاتب: د. محمد سالم إنجيه
المصدر: موقع المستشار